كلية الكوت الجامعة

الكوت الجامعة تقيم نصبا كبيرا يمثل حضارة العراق القديمة على منصة تخرج طلبتها.

 

بتوجيه رائد من لدن جناب الأستاذ المساعد الدكتور طالب الموسوي رئيس مجلس إدارة كلية الكوت الجامعة، تم إنجاز نصب فخم على منصة تخرج الطلبة في الكلية يظهر فيه تاريخ وحضارة بلاد ما بين النهرين بما فيها من علوم ومعارف، وقوانين، وثقافات، ومعتقدات من شمال العراق إلى جنوبه والذي قدم للعالم منجزات علمية وثقافية كبيرة.
ولما للنصب من أهمية بالغة في إثراء حماس الطلبة للتوجه العلمي من أجل بناء وطن يرفل بالقوة والمجد والبناء القويم. كتب الدكتور الموسوي في افتتاحية صحيفة الجامعي ذي العدد ٢٥٠ في ١٧ / ٢ / ٢٠٢٤م مقالا بعنوان (الفن قيمة خالدة في حياة الشعوب) جاء فيه: (للفن أسلوبه التعبيري الخاص ، فهو يتواءم مع فلسفة العصر وذوقه وثقافته ما جعل الفنون تتعدد والمدارس تتغيير، فحين نستذكر العصر الكلاسيكي نجده يميل نحو العقل والمثالية وكان يناغم النخبة من المجتمع ولاسيما في عصور اليونان ، ولما سادت المثالية لم يترك الفن أبناء الشعب بل منحهم حقهم في ممارسة فنونهم ومنها الكوميدية ، ومن ثم كسرت الرومانسية تابو المثالية فصارت الفنون تناغم الطبيعة والوجدان ونمت فنون متنوعة غطت مساحات واسعة من المعمورة ؛ ثم أعقبتها الرمزية ومن ثم الواقعية التي صارت تنهض بطموحات الجماهير نحو الحرية والاستقلال ولاسيما بعد عصر الكولونيالية حين تحررت الشعوب من قبضة المحتلين.
وللفن دور كبير في التعبير عن طموحات الناس، بل ودعوته للمشاركة في العيش بحياة آمنة مطمئنة .
وللفن دوره الكبير في بناء الأوطان؛ بوصفه يهذب أذواق الشعوب ، ويثقف أداءها ، وينمي قدراتها؛ بل ويبث فيها القوة والعزيمة والإصرار عن طريق توثيق الماضي، ومحاكاة الحاضر ، ورسم المستقبل، فهو مصدر الهام وقوة في بناء الذات والمجتمع .
ولايخفى أن الحضارات كانت تهتم بالفن والعمارة بوصفهما من نتاج الشعوب وكليهما يدللان على الوعي والمعرفة والثقافة، فضلا عن الذوق الذي يتميز به كل شعب، كذلك التمسك بالمآثر التي حققها ذلك الشعب أو تميز بها، ولعل بقاء الإرث الحضاري، فهو أما إرث علمي أو فني والغالب ما يكون الخالد منه الإرث الفني الذي يعكس صور ومشاهد وتقنيات العلوم فنيا من خلال النصب والمنحوتات الأثرية والتي تبقى خالدة مع العصور لاهتمام الناس بهكذا مآثر؛ لأنها دليل حضارة أوطانهم ، وعمقها المؤثل بنور المعرفة والجمال.
وقد آثرت كلية الكوت الجامعة أن تجعل النصب الفنية التي انمازت بها الحضارات السومرية والأكدية والبابلية في منصة تخرج الطلبة وجعلها مدعاة لهم من أجل أن تظل هذه النصب شاخصة في أذهانهم مستشعرين أنهم من حضارة عالية القدر؛ فيما يرونه من تقدم بلاد مابين النهرين (العراق) على امتداد ستة آلآف عام.
فالفن بطابعه يمثل الإيحاء والرمز وهو ما يجعله الفنان كذلك لأن المعاني العظيمة تبقى خالدة حينما تحفظ بقوالب او مخطوطات او نصب خالدة على مدى العصور.
ولما كان العرب ولاسيما العراقيين يهتمون بالفن والعمارة ويتقنون رمزيتها ويفتخرون بما توحي به من قيم اتخذوها دليل قوة حضارتهم .
في حين أن ذاكرة الأجيال اللاحقة؛ تستوحي منها القوة والقدرة مختطة الطريق نفسه الذي اهتم به الأسلاف الذين صنعوا حضارات عظيمة على مر العصور).

يدلل هذا المقال على مدى اهتمام الدكتور الموسوي بالفن بوصفه طاقة خلاقة تشحذ همم الشعوب تجاه تطلعاتها في بناء أوطانها ومن ثم تحقيق سعادتها.

ومن الله التوفيق.

الإعلام المركزي
كلية الكوت الجامعة
الأحد الموافق ١٨ / ٢ / ٢٠٢٤م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى