رسالة ماجستير في كلية التربية بجامعة القادسية ناقشت السرد في طرديات الشعر العباسي
ناقشت رسالة الماجستير في كلية التربية بجامعة القادسية والموسومة (السرد في طرديات الشعر العباسي) للباحث علي هاني حسن الجبوري بإشراف الأستاذ الدكتورة شيماء خيري فاهم .
هدفت الرسالة إلى الكشف عن التداخل الاجناسي بين الشعر القديم وعلم السرد الحديث عن طريق تسليط تنظيراته على شعر الطرد العباسي, وقامت الدراسة باحصاء المنجز الطردي لشعر الطرد العباسي بأكمله وبيان أهم العناصر والتقنيات السردية في عينة الدراسة وفق المنهج البنيوي الذي تم عن طريقه تشريح المدونة الشعرية وتطبيق تنظيرات السرد عليها ومن ثم تطبيقها.
توصل البحث إلى عدّة نتائج منها:
• إنّ السرد في الطرديات لم يقتصر على شكل بنائي شعري واحد؛ فقد استوعبت عناصره القصيدة وكذلك المقطعة, لكن هذا الاستيعاب لم يكن على مستوى واحد, فشهدنا التفاوت الواضح من حيث استيعاب العناصر والتقنيات بينهما, فالبناء الطويل –القصيدة- يكاد يحمل مقومات البناء السردي المتكامل من حيث العناصر والتقنيات التي تتماشى مع رؤية السارد, أما البناء المقطعي –المقطعة الشعرية- فهي تتميز بتكثيف حدثها إلى الحد الذي قد تستغني فيه عن عنصر أو أكثر, ولكنها تبقى تتلاءم مع المضمون السردي للحكاية.
• إن تنوع الأساليب في رواية الشاعر لحكايته الطردية, نتج عنه تعدد في الموقع الذي يتخذه في سرده للأحداث, فمرة يكون رواياً ذاتياً مصوراً ومشاركاً في الحدث وهي الطريقة الطاغية على مجمل الطرديات العباسية, ويمكن عدّها نابعة من روح الذاتية المتجذرة في الشاعر العربي, وأخرى يكون موضوعياً بعيداً عنه يكتفي بروايته دون التدخل بمجرياته, وهذه الطريقة تتعلق في أكثر الأحيان بوصف رحلة الممدوح أو أداته وإظهار بطولته, وفي كلتا الحالتين يتعلق الأمر بوجهة نظر الشاعر وكيفية تسيير الحدث عبر نسجه بطريقة تظهر تفرده بسبب شيوع التقليد في الطرديات.
• شكّل السرد في طرديات الشعر العباسي بناءً خصباً تحققت فيه جملة من الوظائف الأساسية التي يهدف
البناء السردي لإظهارها, ولكنها كانت تتماشى مع الأساس الشعري الذي سمح ببعضها واستغنى عن الأخرى؛ لأن بعض الوظائف السردية صعبة التحقق بسبب التكثيف
الشعري–الطردي خاصةً-وخاصيته التي تقوم على الإيماء والايحاء.
• لقد شكّل البناء السردي في طرديات الشعر العباسي ظاهرة يمكن تتبعها وملاحقة آثارها لدى عدد كبير من الشعراء الذين تناولتهم الدراسة, وقد كشفنا أن عناصره –السرد- تقوم على اتساق منظّم يرتكز على الحدث وعلى شخصية أو شخصيات تشارك في صناعته, وتستوعبه, وتتفاعل معه وفي إطار يمثل الزمن والمكان أهم مقوماته وهذا يؤدّي إلى خلق بناء سردي يأخذه البحث كعيِّنة رئيسة لتعامله مع النص .