رسالة ماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية تناقش المرأة العراقية والحركات الاحتجاجية بعد عام 2003
ناقشت رسالة الماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية الموسومة بـ(المرأة العراقية والحركات الاحتجاجية بعد عام 2003) دراسة ميدانية في محافظة ذي قار, للطالبة حميدة عزيز جايد.
تهدف الرسالة الى التعرف على الأسباب التي دفعت المرأة العراقية للمشاركة في الحركات الاحتجاجية بعد عام 2003 , و التعرف على المعوقات التي تحد من مساهمة المرأة العراقية في الحركات الاحتجاجية التي شهدها المجتمع العراقي بعد عام 2003 , و حقوق المرأة في الدساتير العراقية والآثار المترتبة على مشاركة المرأة العراقية في الحركات الاحتجاجية بعد عام 2003 ومعرفة دور المرأة العراقية في الحركات الاحتجاجية التي شهدها المجتمع العراقي بعد عام 2003 , ومعرفة مدى مساهمة الاحتجاجات في اعادة بلورة وعي المرأة العراقية بمسؤوليتها تجاه المجتمع.
تكمن أهمية هذه الدراسة بكونها تخص ظاهرة عالمية متجددة(ظاهرة الاحتجاج) وهي محل جدل يثار بين فترة واخرى ومحل اختلاف اذ تشعبت الآراء حول هذه الظاهرة بين مؤيد ومعارض فالحركات الاحتجاجية ليست وليدة اللحظة ، وانما هي حركات متجذرة في المجتمعات الانسانية وممارسة قديمة في التاريخ البشري تتجدد في دول العالم بين فترة وأخرى بغض النظر عن طبيعة الحكم في تلك الدول .
فالأهمية تأتي من معرفة طبيعة الاحتجاجات العراقية وتطور تلك الحركات التي اصبحت تطرح تحديات كبيرة امام النظام السياسي مع التركيز على الدور الذي أدته المرأة العراقية في تلك الاحتجاجات بسبب الاقبال والاهتمام من قبل النساء للمشاركة في تلك الاحتجاجات نتيجة تنامي وعيها واحساسها بالمسؤولية جنبا الى جنب مع الرجل في محاولة للتغيير واصلاح ما أفسدته الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003، وتأتي اهمية هذه الدراسة بضرورة تعريف المجتمع بأحقية مشاركة المرأة بأداء دورها وممارسة حقها في التعبير عن رأيها من خلال التظاهر السلمي والمطالبة بالإصلاح الذي ينشده الجميع من أجل الوصول الى مجتمع ديمقراطي يتمتع بوسائل العيش الكريمة وينعم بالأمان، وتوظيف النتائج التي توصلت اليها الدراسة بمعرفة طبيعة الحركات الاحتجاجية والوقوف على اسبابها ومحاولة تجنب تلك الاسباب.
توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج منها مشاركة المرأة العراقية في الاحتجاجات هي نسبة جيدة اذا ما قورنت هذه النسبة بطبيعة المجتمع العراقي الاجتماعية والثقافية والدينية والذي يمتاز بسيطرة العادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية والتي تحد من مشاركة المرأة في المحافل الاجتماعية والتجمعات ومعظم الحركات الاحتجاجية فشلت في تحقيق مطالبها ، وهذا يرجع الى ان معظمها تعرضت الى القمع الحكومي الذي ساهم كثيراً في تحجيم هذه الاحتجاجات وانحسار زخمها الاحتجاجي ، بالإضافة الى افتقارها الى التنظيم وعدم وجود قيادات ميدانية صريحة ومعلنه لها , و تنوعت المشاركة النسوية في الاحتجاجات العراقية تنوعاً كبيراً ومؤثراً حيث كان للمرأة العراقية دور كبير ومساهمة فاعلة في الحراك الاحتجاجي من خلال رفع حماس المتظاهرين وتقديم الخدمات الطبية والمشاركة في اعداد الطعام وشملت تلك المشاركة الشابات وكبيرات السن .