في رحاب الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس مقامه الشريف
اليوم وفي كلية الكوت الجامعة تقام الندوة الفكرية في القيادة والإدارة في فكر الشهيد الصدر رضوان الله عليه ، ولابد لنا من إضاءة لحياته ، ودوره في نهضة الدين وإعلاء صوت الحق من خلال ماقيل عنه وما شاع من سيرته الحميدة
قال تعالى في كتابه الكريم : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، خص سبحانه رَفْعَه بالأقدار والدرجات الذين أوتوا العلم والإيمان، وهم الذين استشهد بهم في قوله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًَا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18]. وأخبر أنهم هم الذين يرَون ما أنزل إلى الرســول، هــو الحق بقوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} [سبأ: 6]،
(من اقوال بحق السيد الشهيد الصدر «قدس » )
يقول السيد محمد حسين فضل الله
* إننا عندما ندرس ممارسته الثورية في صلاة الجمعة التي استطاعت أن تعيد هذه الروح الإسلامية التي غابت من الشارع الإسلامي في ظلّ الضغوط التي حصلت وأدّت إلى إلغاء مجالس العزاء والمواكب الحسينية وإلغاء كلّ الحريات، ولم يبق إلاّ الزيارات لمقامات الأئمة(ع) كمتنفس وحيد لهم…
* فقد كان ـ بحق ـ المعارضة والثورة الصامتة، وعندما جاءت صلاة الجمعة، استطاعت أن تكون المتنفَّس للكلمة الدينية والموعظة والكلمة الإسلامية، ولذلك أيَّدناه بكل قوة، لأن صلاة الجمعة هي الصلاة التي حرمنا منها في مدى القرون الأولى، ولأنها الصلاة التي تجمع المسلمين في كلِّ منطقة ليلتقوا في أجوائها، وليسمعوا الكلمات التي تتَّصل بحياتهم.
* لذلك، إننا نعتقد أنه الشهيد المظلوم، أنه الرجل الذي أعطى الإسلام الكثير في كتبه، وانطلق من أجل أن يؤكد حركة الإسلام بحسب ما يتسع له ظرفه، ولا يجوز أن يُتحدث عنه بسوء.
أما ما قاله السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره الشريف) في بناء الحياة الآخروية للمؤمن :
الموت متوقع في أي لحظة وقيام القيامة متوقع في أي لحظة ، فإن كنت حريصا أن تكون طيبا أمام الله سبحانه فكن طيبا دائما لأنه يراك دائما.
وينبغي أخذ العبرة من الموت ولا ينبغي ان يمر ذكر الموت كأي حادث آخر عابر لا أثر له ونكون عنه من الغافلين ونخسر بذلك حسن التوفيق.
وإن الفرد الواثق من أعماله الصالحه وسلوكه الطيب وعقيدته السليمة . والآمل لثواب الله تعالى وجزائه، ليشتاق الموت اشتياقا وينساق نحوه انسياقا بسرور خاطر ورضاء ضمير.
ومن سيرته المعطرة بالإيمان :
درس في الحوزة العلمية في سن مبكّرة حيث ارتدى الزي الديني وهو في الحادية عشر من عمره درس النحو على يد والده محمد صادق الصدر ثم على يد طالب الرفاعي وحسن طراد العاملي أحد علماء الدين في لبنان، ثم أكمل بقية المقدمات على يد محمد تقي الحكيم ومحمد تقي الأيرواني وقد دخل إلى كلية الفقه في 1957 ودرس على يد عدد من كبار علماءها وتخرج منها في دورتها الأولى عام 1964 م وباشر بتدريس البحث الخارج في عام 1978 م وكانت مادة البحث آنذاك من المختصر النافع للمحقق الحلي وبعد فترة باشر ثانيه بالقاء أبحاثه في الفقه والأصول ابحاث الخارج عام 1990 م وإستمرّ في ذلك متخذاً من مسجد الرأس الملاصق للصحن الحيدري مدرسه لتلك الأبحاث.
ومن ارائه المشهورة موقفه من السيد عبد القادر الجيلاني الّذي يقول فيه ردّاً على سؤال وجهه له الدكتور (أحمد ظفر الكيلاني – متولي الأوقاف القادرية) سنة 1994 أنّه رجل مصلح وتقي ووسطي وكان محبوباً ومحترماً من قبل العامة والخاصة ومن الطائفتين، مؤكداً على نسبهِ الحسني المتواتر، وهذا يدلل على إنفتاح الصدر على كافة المدارس الفكرية والفقهية في الإسلام واقفاً منها موقف الناقد البصير والمحقق المدقّق.
أساتذته :
لقد درس على يد عدد من العلماء الشيعة الأصوليين الكبار ومنهم الخميني ومحمد باقر الصدر والخوئي والحكيم.
نشاطه الديني والسياسي :
تصدّى للمرجعية الدينية وسعى للحفاظ على الحوزة العلمية في النجف، وقام بخطوات كبيرة في هذا المجال وفقاً لما تتطلبه الساحة الفكرية والحياة العصرية، وقام بإرسال العلماء إلى كافة أنحاء العراق لممارسة مهامهم التبليغية وتلبية حاجات المجتمع، وبادر إلى إقامة المحاكم وفق المذهب الشيعي، وتعيين العلماء المتخصصين للقضاء وتسيير شؤون أبناء المجتمع، واقام صلاة الجمعة وأمها بنفسه في مسجد الكوفة في النجف، وتعميم اقامتها بمدن العراق الأخرى رغم منعها في ذلك الوقت، مما وَلّدَ لدى النظام الحاكم في العراق الذي كان تحت حكم المقبور هدام خوفاً من خطر مباشر على مستقبل نظامة الفاشي الظالم المعتدي ، وشارك الصدر في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 كقائد لها لبضعة أيام، لكن سرعان ماتم اعتقاله من قبل عناصر من الأمن.
ثم بعدما حقق ما كانت تصبو إليه الأمة الإسلامية وهي تعيش أردى عصور المحن من فقر وجهل وجوع ، قاد الشهيد رضوان الله عليه المسلمين في العراق موجها ومرشدا وناصحا ومعلما ما جعل الحكومة الاستبدادية تشتد غضبا ؛ كونه أصبح قائدا جماهيرا ينشد للحق ضد الباطل ، والوعي ضد الجهل ، فاغتيل مضرجا بدماء الشهادة ؛ لكن لم ينطفئ نور الحق ولم يخب صوت العدل ، فأبى الله إلا أن يتم نوره وإن كره الظالمون . فظل ذكره طيبا والكلمات .
المكتب الإعلامي
كلية الكوت الجامعة
السبت الموافق ٢٨ / ٥ / ٢٠٢٢م