دالة الكارثة : -الغلو في التعامل مع الضد من مبدأ التوازن – ا.د.فائق فاضل السامرائي كلية بلاد الرافدين الجامعة / قسم المحاسبة

دالة الكارثة : -الغلو في التعامل مع الضد من مبدأ التوازن –

ا.د.فائق فاضل السامرائي كلية بلاد الرافدين الجامعة / قسم المحاسبة

مرت الايام القليلة الماضية بحدث كارثي أوقف العالم على قدميه وأوقف العقل عن التفكير وجعل كل من المتعلم والجاهل في كفتي ميزان متزنتين لا أرجحية لأحدهما على الاخرى وتركت المجال للحكمة من ان تتحدث بعيدا عن حساب الإحصاء ومعادلاته وبعيدا عن المختبرات وحساباتها .كما سمعنا تقاطعات اهل العلم من الجيولوجيين والفيزيائيين وغيرهم وكل يدلوا بدوله ويضع فرضياته ويبني تكهناته وفقا لمعايير تعلمها من الكتب التي قد تكون هي نفسها اعتمدت ال. (قد)في تكويناتها الفكرية وليست الثقة المطلقة على ما تقول وتعتمد -انه حدث الزلزال التركي-السوري –

علمتنا الرياضيات في ان الكارثة بمعناها المجرد تحدث عندما يحدث تصادم مع ضدين يسبق هذا التصادم حدوث احتكاك بين هذين الضدين مما يسبب توتر يزداد اطراده وشدته مع استمرار الإصرار بالاحتكاك واذا ما توقف العقل واستمر الإصرار تحدث الكارثه التي تقود الى دمار له اول وما له من آخر .

هذه مقدمات لما لاحظناه في الماضي القريب حصل احتكاك بين روسيا وأوروبا وما نلاحظ اثاره اليوم في الحرب التي تدور رحاها على الارض الاوكرانية .

وما لاحظنا من كارثة كبيرة عمت العالم عند انتشار الجائحة كوفيد وأسبابها سوء تصرف بني البشر أيا كان معدنهم .

اما ظاهرة التغير المناخي وآثارها فهي من الكوارث التي قادت الانسان لان يحذف نفسه وكرته الأرضية التي يحيى عليها وسببها معروف هو الغلو في مهاجمة الطبيعة ومبدأ التوازن الذي أقيمت عليه من خلال سوء استخدامه للطاقة وهذا هو باعتراف مراكز الأبحاث العالمية نفسها .

وما نراه ونلاحظه هذه الايام ما هو الا درسا بليغا يضاف الى قائمة الدروس التي تعلمناها لكننا نصر على ان لا نتعلم ، الدرس يقول لنا لاتغلو على متطلبات الطبيعة وتوازنها بمعنى لا تبالغوا في طلب اكثر مما تحتاجون من اجل الحفاظ على التوازن لان الكون خلقه الله سبحانه وتعالى مبنيا على -مبدأ التوازن – وبخلافه ستحدث الكارثة .

الارض في واقعها مكونة من صفائح مركبة بشكل وبآخر فيما بينها وبكتل ذات طبيعة جيولوجية تتحمل أحمال وحدودها محدودة ومتوازنة كل يسند الاخر وعندما نتجاوزها نكون قد خرقنا مبدأ التوازن وبالتالي يقود الى احتكاك بين صفائحها ومن ثم يحدث الغير محسوب .فالغلو في انشاء السدود وإيقاف حرية حركة المياه وخزنها في مخازن هو بمثابة قهر مبدأ التوازن الذي اعتمدته الطبيعة عند تكونها كما هو الغلو في عملية سوء استخدام الطاقة وبذلك نكون اننا لم نستفد من الدروس التي مرت بنا سابقا وعرضنا أنفسنا للوقوع في دالة الكارثة القرنية سيئة الصيت . هنا للحكمة المقال والدور الواجب الوقوف عنده قبل المختبر ومعادلات الإحصاء -حافظوا على التوازن من اجل الاستمرار والبقاء الأسعد –

ا.د.فائق فاضل السامرائي. كلية بلاد الرافدين الجامعة /قسم المحاسبة