«التعلم عن بُعد» في مواجهة «فايروس كورونا المستجد
«التعلم عن بُعد» في مواجهة «فايروس كورونا المستجد»
م.امير علي جواد /قسم هندسة تقنيات الحاسوب
.
مثلما اجتاح وباء كورونا المستجد “كوفيد 19” حواجز الزمان والمكان، جاءت دعوات “التعلم عن بعد” –التي صاحبت انتشار الفيروس- لتجتاح هي الأخرى حواجز المكان والزمان.
اجتياح مكاني جعل من غياب الحواجز المكانية الثابتة مساراً للارتقاء إلى عوالم مختلفة عن طريق شبكات الإنترنت الفسيحة، واجتياح زماني امتلك أدوات التخلص من روتين الذهاب والإياب ومزاحمة الآخرين بحثًا عن سرعة الوصول إلى حيز مكاني ربما كان أضيق مما تحتمله رحابة العقول.
فتحت عنوان “اضطراب التعليم بسبب فيروس كورونا الجديد والتصدي له”. لقد ذكر تقرير لـ”اليونسكو” أن “انتشار الفيروس سجل رقمًا قياسيًّا للطلبة الذين انقطعوا عن الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة. وحتى تاريخ 12 مارس، أعلن واحد وستون بلداً في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية عن إغلاق المدارس والجامعات، أو قامو بتنفيذ الإغلاق؛ إذ أغلق معظمهم المدارس في جميع أنحائه، مما أثر على أكثر من 421.4 مليون طفل وشاب، كما قام 14 بلدًا إضافيًّا بإغلاق المدارس في بعض المناطق لمنع انتشار الفيروس أو لاحتوائه. وإذا ما لجأت هذه البلدان إلى إغلاق المدارس والجامعات على الصعيد الوطني، فسيضطرب تعليم أكثر من 500 مليون طفل وشاب آخرين،وبكل ما يمتلكه من موارد سمعية وبصرية ورسوم توضيحية وصور متحركة، تحول التعليم عن بعد من أسلوب “التلقين” إلى أسلوب “تفاعلي” مصحوب بمؤثرات بصرية وسمعية، تجعل من العملية التعليمية “الجامدة” عملية أكثر جذبًا، وتساعد الطلاب على الدخول إلى المحتوى دون التوقف عند عتبات رائحة الأوراق، وهو ما سارعت وزارة التربية والتعليم في اغلب بلدان العالم بالتوجه إليه من خلال بنك المعرفة في هذه الدول كوسيلة للتغلب على تعليق الدراسة بها لمدة أسبوعين.
تشير منظمة “اليونسكو” إلى أن ثروة الموارد التعليمية الرقمية قدمت طلبات جديدة على أنظمة ومؤسسات التعليم العالي، التي تشمل تطوير مناهج ابتكارية وبرامج دراسية ومسارات تعليمية بديلة وطرق التعليم العالي، وكل ذلك يمكن تيسيره عبر الإنترنت والتعليم عن بُعد والدورات القصيرة القائمة على المهارات.
ووضعت المنظمة مجموعة من البرامج التي تساعد على التعلم عن بعد، ومنها تطبيق “بلاك بورد” (Black Board)، وهو تطبيق يعتمد على تصميم المقررات والمهمات والواجبات والاختبارات وتصحيحها إليكترونيًّا، والتواصل مع الطلاب من خلال بيئة افتراضية وتطبيقات يتم تحميلها عن طريق الهواتف الذكية.
وكذلك منصة “إدمودو” (Edmodo)، وهي منصة اجتماعية مجانية توفر للمعلمين والطلاب بيئةً آمنةً للاتصال والتعاون، وتبادل المحتوى التعليمي وتطبيقاته الرقمية، إضافة إلى الواجبات المنزلية والدرجات والمناقشات. وتطبيق “إدراك”، المعني بتعليم اللغة العربية عبر الإنترنت، وتطبيق “گوگل کلاس روم ” (Google Classroom)، الذي يسهِّل التواصل بين المعلمين والطلاب سواء داخل المدرسة أو خارجها، وقد لجأت الجامعات – إلى توفير الاشتراك به (مجانًا) لكل طلابها كوسيلة للتعلم عن بعد